أبو ذاكرالصفايحي يذّكر المسلمين: ألا يجب علينا الانتباه الى سبل محبة الله؟

كتب: أبو ذاكر الصفايحي
اذا سالنا أحد المسلمين وخاصة منهم الصائمين في هذا الشهر العظيم اولا ترغب اولا تطمع في نيل مرضاة ومحبة الله؟ لأجاب سريعا وعلى عجل نعم نعم واجل اجل وهل في هذا الأمر شك او جدل؟ فما علينا والحالة تلك الا ان نلفت ما عنده من الانتباه الى ان هذا الحب وهذا الرضا له طرق ووسائل وسبل حتى يكون صادقا حقيقا وليس من باب الكذب ولا من باب الدجل
واول هذه السبل هو اتباع سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما قال وفيما فعل وهل يغيب هذا السبيل عن كل ذي عقل راجح وكل ذي قلب سليم وهو يقرا قول الله العزيز الحكيم( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
ومن هذه السبل التوبة النصوح والحرص على ان يكون المسلم من المتطهرين في كل ان وفي كل حين عملا بقول رب العالمين (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
ومن هذه السبل ان يسعى المسلم ان يكون عادلا ومقسطا في تعامله مع اخوانه المسلمين ومع الناس اجمعين استجابة لقوله تعالى وهو اصدق القائلين(واقسطوا ان الله يحب المقسطين)
ومن هذه السبل ان يكون مع غيره من الناس في غاية الاحسان عملا بما جاء في كتاب الله المبين( واحسنوا ان الله يحب المحسنين)
ومن هذه السبل ما ذكره رسول صلى الله عليه وسلم في احسن واجمل الجمل كقوله الذي حفظناه وفهمناه( ان الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله) وكقوله ايضا لكل مسلم حساس غيور(ان الله يحب من عباده الغيور) وكقوله في بيان ما يجب ان يتسم ويتصف به اهل شريعة الاسلام السمحاء (ان الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء) وكقوله في بيان سبيل حب الله لمن لم يؤت في حياته سعة من المال لكنه متعفف وصابر على هذا الحال (ان الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف ابا العيال) وقوله صلى الله عليه وسلم في الرفع من شان المسلمين وتوجيههم الى طرق العلا والمجد المبين في مجالات حياتهم كلها( ان الله يحب معالي الأمور واشرافها ويكره سفسافها) وكم يجب على العقلاء التوقف والنظر في هذا الحديث الشريف بعد ان كثر فينا اليوم اهل السفاسف والتفاهة والسخافة والتخريف الذين اضاعوا اعمارهم الثمينة في مسائل واعمال صغيرة تافهة حقيرة لا تبني مجدا ولا تحقق سؤددا جاهلين او متجاهلين وناسين او متناسين قول رب العالمين الذي انزل كتابه ليرتفع به الانسان الى اعلى عليين وليسمو به سموا ويعلو به علوا فوق مرتبة بقية الكائنات اجمعين( قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا اولائك الذي كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)