أحمد القديدي يكتب لكم: العيد الخامس للديمقراطية التركية

كتب: د.أحمد القديدي

شـهـدت تـركـيـا ليلة 15 جويلية 2016 مـحـاولـة انقلابية نفذتها عناصر محدودة من الجيش غرر بها تنظيم «فتح الله غـولـن» الإرهــابــي و جرها الى بؤرة المؤامرة لإجهاض الديمقراطية التركية وتدمير مؤسسات الدولة و الإضرار بمصالح الأمة التركية وأسـفـرت تلك الليلة عـن وفاة 251 شـهـيـدا وألـفـين و734 جــريــحــا وقــوبــلــت المــحــاولــة بـاحـتـجـاجـات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية فاجأت الشرذمة الضالة وهو ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من الشوارع و الفرار كالجرذان خوفا من انتقام الشعب التركي الأعزل البطل.

 وأحيا الشعب التركي الذكرى الخامسة لتلك الليلة التاريخية بما تستحق من اعتبار و قال سعادة السفير التركي لدى دولة قطر بهذه المناسبة: « شهدت الجمهورية التركية و شهد العالم معها ليلة 15 يوليو 2016 أكبر حدث تاريخي في حياة الأمم وهو يتمثل في التحام شعب مع قيادته الشرعية دون استثناء ومهما كانت انتماءات المواطنين الأتراك في هبة شعبية مباركة و غير مسبوقة لإفشال مخطط أعداء الديمقراطية و السلام و إسقاط استهداف قلة من العسكريين لأمن الجمهورية التركية و استقرار مؤسساتها بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان. 

كانت ليلة تاريخية بكل المقاييس تحركت فيها بعض الوحدات المعزولة من الجيش غرر بها من قبل الهارب الى الولايات المتحدة من أجل خدمة محركيه و مموليه الأجانب، ظنا منهم كما أوهمهم أن النظام السياسي للجمهورية التركية القوية الموحدة هو نظام هش و غير شعبي وأنه من السهل الإطاحة برئيسه و أركانه! 

ولكن ما وقع بالفعل فاجأ المتأمرين و فاجأ أعداء تركيا المتربصين بها من الخارج و الذين سخروا قنواتهم الكاذبة لإعلان سقوط النظام الشرعي و نجاح المؤامرة… ولم تنطل الخديعة الكبرى على الشعب التركي البطل كما لم يصدقها أصدقاء تركيا و أشقاؤها في العالم حين هب الشعب التركي مثل رجل واحد و تحرك بتلقائية و بسرعة قياسية و دون أوامر أو تعليمات ليطيح بعصابة المتآمرين و المأجورين. 

وبهذه المناسبة أحيـا الـرئـيـس الـتـركـي رجــب طـيـب أردوغـــان ذكـرى ضـحـايـا مـحـاولـة الانقــلاب الـفـاشـلـة الـتـي شهدتها بلاده في 15 يوليو 2016 وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر نشر أردوغــان مقطعاً مـصـوراً تـرحـم فـيـه عـلـى ضـحـايـا المـحـاولـة الانـقـلابـيـة وقـال: « بالرحمة والامتنان نتذكرجميع أبطالنا مـمـن دافــعــوا عــن الــوطــن بــأرواحــهــم ولقنوا درسا قاسيا في الوطنية للخونة الذين حاولوا أسر بلادنا كما قــال الـرئـيـس التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان بنفس المناسبة «إن إفشال محاولة انقلاب 15 جويلية هـو عـنـوان انـتـصـار الـحـق على الـبـاطـل والــعــدل عـلـى الـظـلـم وأضـــاف أردوغـــان أنه  انتصار للأمة والإرادة الوطنية ومن تطوعوا في سبيل الديمقراطية مؤكدا أن ملحمة 15 يوليو  تعد مصدر فخر لنا جميعا وأكد أن الشعب التركي في تلك الليلة استطاع صد المحاولة الانقلابية من جهة وإحباط محاولة غزو تهدف للاستيلاء على تركيا من جهة أخـرى. وأفاد أن «شـهـداء تلك الليلة هـم أبطال الـكـفـاح الـعـادل في مواجهــة البـاطـل و الـظـلـم والـ كـفـر مشددا عــلــى أنـــه لا يــمــكــن الـــوفـــاء أبــــدا بــحــقــوق الــرجــال الشجعان الذين حولوا تلك الليلة السوداء إلى فجر للأمة والديمقراطية بتضحياتهم وتابع: «لا يمكننا أن نكافئ حق قدرها تلك الشجاعة التي أوقفت الدبابات بأيد عـاريـة فـي تـلـك الليلة متحدية الـبـنـادق الـتـي تقذف المـــوت ولا يـمـكـنـنـا الــوفــاء بـحـقـوق الأبـطـال الـذيـن ضحوا بأرواحهم لإبـقـاء البلد على قيد الحياة في تلك الليلة ووصف أولئك الشجعان بأنهم قرة أعين أمة عظيمة بتاريخها وقيمها وضميرها وعدالتها وأردف أن الـنـواب فـي الـبـرلمـان حـافـظـوا عـلـى أمـانـة الــشــعــب رغـــم تــعــرضــهــم لـلـقـصـف بــالــقــنــابــل لـيـلـة المحاولة الانقلابية وأكد الرئيس التركي أن تـركـيـا سـتـواصـل الـكـفـاح ضــد تنظيم غولن الإرهابي وأنها لن تعفو عن الخونة…

وأضاف أن الشعب التركي لا يسامح الخائن ولا يعفو عمن يقف وراء الخونة وشـــدد عـلـى أنــه لا صـفـح ولا تـسـامـح مــع مــن رفـع الــســلاح بـوجـه الـشـعـب وسـفـك دمــاء أبـنـائـه وطـمـع في السيطرة على مقدراته وسعى لإدخـالـه في نفق مظلم وتـابـع: «سنبقى يقظين ضـد كـل التنظيمات الإرهــابــيــة وخــاصــة غــولــن كــذلــك ضــد جـمـيـع بـؤر الــفــتــنــة والــفــســاد كــي لا تــتــعــرض تــركــيــا لـخـيـانـة مـمـاثـلـة وأضــاف: «سـنـواصـل الـكـفـاح حتى تحييد ومـعـاقـبـة آخــر عـضـو فــي تـنـظـيـم غـولـن مـهـمـا كلف الأمر». وعن يوم الانقلاب قال أردوغان «فليشهد الله وليكن الـشـعـب عـلـى ثـقـة بـأنـنـي مـا كـنـت لأتــردد لـحـظـة في التقدم نحو الشهادة لو خرج الانقلابيون أمامنا في مرمريس أو إسطنبول ليلة محاولة الانقلاب». وأردف: «اجـتـزنـا مـعـظـم مـفـتـرقـات الـطـرق الـحـرجـة وأمــامــنــا الآن عـتـبـة أخــيــرة (الانــتــخــابــات المـقـبـلـة) للوصول إلى أهدافنا لعام 2023 الى الانتخابات الديمقراطية القادمة حتى يبقى الأتراك أحرارا! و لا يسعنا كأصدقاء للديمقراطية و الحرية إلا أن نحيي الأخوة الصادقة التي تربط بين الشعبين التركي و القطري و تجسمت تلك الأخوة في الإتصال الفوري الأول الذي تلقاه الرئيس رجب طيب أردوغان من أخيه صاحب السمو أمير قطر حفظه الله حالما اندلعت شرارة المحاولة الإنقلابية الفاشلة حيث أكدت قطر على لسان أميرها للشعب التركي وقفة التضامن الكامل معه في هذه المحنة التي كللت بانتصار الحق على الباطل و الحرية على الاستبداد و الأمة على الشرذمة الضالة.