خواطر الإيمان في رمضان: الفراغ العاطفي عند الرجل والمرأة

يكتبها من باريس: صالح العود
هو حقّا من الأمراض.. أو قُل: الأَعراض النفسية في العصر الحديث، ويحدث ذلك خاصّة عند سُكّان المدن الكبرى.. تابعت كثيرا هذا الموضوع الخطير في حجمه والقاتل لكلا الطرفين: معنويا.. وماديا.. وقد كانت تصلني رسائل من هذا النّوع لمّا كنت أباشر “الإجابة” في برنامجي الإذاعي الشهير: (أنت تسأل والإسلام يجيب)، كانت تلك الرسائل ـ غالبا ـ لنساء متزوّجات، وأحيانا مطلّقات… يعشن في مشكلات فادحة، ووضعيّة مؤسفة للغاية، بل مقلقة للنفس المطمئنّة، فأقف منها مذهولا وكأني عند مفترق طرق.. وبعد الاستغراق في قراءتها لأتلمّس لها الحلول، وأجتهد في الوصول إلى طوق النجاة من الوقوع في حبائل الخبث والخبائث، وأحيانا أعجز في النهاية عن تقديم العلاج الصائب لهنّ، فأضطر إلى إحالتهن على أهل “الاختصاص”: شرعا..أو طبيبا..او معلّمة اجتماعية نبيهة، من مثل هذه (التوجيهات.. والإرشادات..والنصائح)
..وإليك “عيّنات”منها كما جاءت في (مجلة طبيبك الخاص/عدد566/ص24-25) تقول الدكتورة فاطمة موسى (أستاذة الأمراض النفسيّة بجامعة القاهرة): “إن السبب هو ضغط الحياة، والملل، وافتقاد الحبّ، وعدم الاهتمام بعلاج المنغّصات التي تواجه الطرفين، سواء كانت نفسية أو عضويّة أو اقتصادية”. أمّا الدكتورة سُهير سند (أستاذة علم الاجتماع) فتُشير برأيها من خلال خبرتها وتعاملها مع هذا النوع من القضايا المشكلة قائلة: “إن المرأة تحتاج برأيها في حياتها: إلى الإحساس بالحنان.. والحب مع الزوج، وإنها إذا شعرت بالملل أو الفراغ العاطفي نتيجة انشغاله عنها، فهي أحيانا تُصاب بالمرض الجسدي، وعلى الزوج مراعاة هذا، ومحاولة التودّد اليها دائما، لكي يسدّ الفراغ العاطفي، والملل الذي تشعر به من وقت لآخر، حيث إن الرجل تختلف طبيعته عن المراة من حيث التكوين الفسيولوجي، فهو يستطيع التحكّم في مشاعره، وعدم الإفصاح عنها، ولكنّه كثيرا ما يتأثّر بحنان الزوجة”. وتقول الأستاذة نفيسة سعيد- صاحبة المقال النفيس في الموضوع/ص 23: “…قد ترجع لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، وأحيانا كثيرة: قد يكون السبب: الفتور والملل والرتابة، ويُعدّ ذلك هو العامل الرئيسي في تهديد الحياة الزوجيّة، والوصول بها إلى مفترق الطرق…..”.
وأختم هذا الموضوع المفتوح لخبراء الطب النفسي، وعلماء الاجتماع، بنصيحة دقيقة ومهمّة سواء للمرأة أو الرجل على حدّ سواء، من الأستاذ الكبير، والأديب الشهير: الأستاذ علي الطنطاوي فيقول: “قُبلة صادقة على الشفتين، تُعيد الحبّ بين زوجين كانا من الشّقاق، على أبواب الطلاق والفراق، وكلمة جميلة تُنقذ شريكين أشرفت شركتهما من خلافهما على الانحلال والزوال”. نقلا عن كتابه: (مقالات في كلمات/ ص39)