خواطر الإيمان في رمضان: كفى طقطقة من الذين لا يعملون في الخير

يكتبها من باريس: صالح العود
إن فعل الخير في هذه الحياة كشجرة باسقة الأغصان متفرعة والسعي إليها في سبيل القيام بها وتحقيقها: توفيق ربّ العالمين كما قال جلّ ذكره: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، وللتنبيه فقط، فإن عبارة “التوفيق” وردت مرة واحدة في القرآن كله، لنفاستها وأهميتها وعظمتها.
كان جيل الصحابة رضي الله عنهم فمَن بعدهم التابعين وتابعي التابعين لهم بإحسان، أشد حرصا وتمكنا من الأجيال المتعاقبة، وذلك يعود في نظري إلى قوة الإيمان وضعفه عند المؤمنين والمؤمنات.. وسائر المسلمين والمسلمات..
نجد أحد الصحابة يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له: ” يا رسول الله! ألا تستعملني!” إنه فضل عظيم من هذا العارض لخدماته احتسابا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لا نجده في العصر الحديث إلا بمقابل، أو إلا إذا كان مُبَطَّنًا بالرياء وحب الظهور، والشهرة المزيّفة، التي طالما تذروها اَدراج الانقطاع أو الاضمحلال، دون إثمار والعياذ بالله.
وقد درج علماء الاسلام على مر الزمان، فوضعوا كتبا جليلة جميلة في فضائل الاعمال، والترغيب فيها والحث عليها، ككتاب: (البركة في السعي والحركة)، وكنت أقرأ من هذا الكتاب لشيخي طاهر الخبو في مجالسه العلمية بمسجد بوشويشة وأنا شاب، وكتاب: (رياض الصالحين) للامام النووي، ومع هذا، فإنك تجد غالبية المسلمين اليوم في ذيل قافلة الخير وليس في مقدمتها، وتمد يدها لا لتعطي بل لتأخذ، ورسولنا العظيم يقول: “اليد العليا خير من اليد السفلى” … ولكن هيهات، وحتى في زمن الكوارث الطبيعية والأزمات الانسانية قلما تجد لهم قدم صدق أو ذكر في هذا الميدان. فإنا لله وإنا إليه راجعون، حتى أطلقوا علينا استهزاء: العالم الثالث أي: المتأخر .
وفي الختام، ها هو ربنا يأمرنا فيقول: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، وكما جاء في الأثر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم (أحبّ الخلق إلى الله: أنفعهم للناس)” .