صَدَرَ حديثاً عن دار “الشنفرى للنشر والتوزيع في تونس ” كتاب جديد للناقد السوري “نديم الوزة” بعنوان “التحديث في الرواية العربيّة وفشله” ، بغلاف للفنان السوري “رامي شعبو”.
يتألف الكتاب من خمسة فصول إضافة إلى المدخل والخاتمة، والفصول هي: 1-رواية استبداد التحديث وفساده،2-رواية انهيار التحديث،3-رواية الليبرالية الجديدة وفوضاها،4-رواية التمرّدات الدينية ، 5-رواية ما بعد التحديث .
وفي هذه السياقات قَرأَ الناقد حوالي ثلاث عشَرَة رواية لكتّاب عَرَب مِن مِصْرَ ، الجزائر، الكويت، اليمَن ، تونس ، وسوريا.
يَقَع الكتاب في 144صفحة ، قياس15/21سم، ويُباع الكتاب بثمن قدره 18 دينار تونسي ، في تونس العاصمة بمكتبة “بوسلامة”-باب بحر، ومكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة ، ومكتبة “العيون الصافية”- خلف وزارة المرأة، ومكتبة “الكتاب”- شارع الحبيب بورقيبة. وفي مدينة أريانة في مكتبة “العين الصافية”-شارع أبو لبابة الأنصاري بالمنزه السادس ومكتبة COPIE في حيّ النصر. وفي مدينة سوسة في مكتبة “قاسم” قرب محطة القطار، و “المكتبة الحديثة” مصطفى الكناني قُبالة معهد الطاهر صفر بسوسة، ومكتبة “ابن سينا” – حمّام سوسة، ومكتبة “الخدمات السريعة” بن عمر –المنشيّة-حمّام سوسة .
نقتطف مِن المدخل:
“.. يرتبط مفهوم التحديث برغبة الدول المتخلفة اللحاق بركب الحداثة الغربية بكافة أشكالها الإنتاجية صناعية، و زراعية و تكنولوجية أو بأشكالها الإدارية والسياسية، أو بأشكالها الفنية والأدبية. و قد نجح هذا التحديث في خلق حداثة صناعية في الاتحاد السوفييتي زمن ستالين من غير حداثة سياسية، و نجح الإمبراطور الياباني في خلق حداثة صناعية وسياسية في اليابان من غير حداثة اجتماعية سريعة، ونلحظ آثار التحديث حالياً في الهند في مجالات متعددة صناعية و اجتماعية و فنية، بينما يقتصر التحديث في إيران على المجال العسكري والصناعي.. فإذا كانت الحداثة في الغرب هي نتيجة تطوّر تاريخي وهي حداثة شاملة إلا أنها في الدول النامية قامت نتيجة إرادة أنظمة وسلطات وهي غالباً ما تكون حداثة ناقصة أو تحقّق شكلاً أو أكثر من أشكال الحداثة…!
و ربما لا يكون الطموح كبيراً حين القول بمفاهيم الحداثة و التحديث في اللغة العربية، باعتبار أنّ واقع العرب و تاريخهم لا يتجاوز وهم الأدب، و لاسيما في الحداثة الشعرية و قد ربطت نفسها برؤى ما قبل حداثية كالصوفية، أو ما قبل عقلانية كالأسطورة. بما أفضى إلى نوع من الخلط في فهم احتجاج ما بعد الحداثة الغربية على شمولية العقلانية الحديثة، و المتمثلة في حكاية التاريخ الماركسية أكثر من أيّ شيء آخر. بهذا المعنى يمكن استذكار أنّ الحداثة الغربية، أو حداثة الشمال، شمال الكرة الأرضية بالأحرى، قامت على حكاية التاريخ بمستويين: تاريخ العالم الأوّل الليبرالي، و تاريخ العالم الثاني الشيوعي. و من حيث المبدأ يقوم المستوى الأوّل على التنافسية، بينما يقوم المستوى الثاني على المساواتية. و أن ينتمي العالم العربي إلى المستوى الثالث غير المحدّد تاريخياً فهذا يجعل الطموح في أدنى مستوياته. و مع ذلك لا بدّ من القول بمفاهيم الحداثة مع توفّر شكل أدبيّ جديد، مكتوب بالعربية أيضاً، و لكنه تحرّر من شكل الشّعر، ليتفاعل مع قول التاريخ و واقعه، و هذا الشكل هو الرواية. و قد لا يستقيم القول ما لم يربط ظهور الرواية كشكل تاريخي ثوريّ بالليبرالية، بمعنى أنّ الرواية هي ثورة على الحكاية الشفوية أو ما قبل الحداثية، أكانت هذه الحكاية نثرية كما في السرد العربي، أو شعرية كما في الملحمة الإغريقية.”
صدر حديثا عن دار “الشنفرى بتونس: “التحديث وفشله في الرواية العربيّة” للناقد السوري “نديم الوزه”

ما هو رد فعلك؟
حب0
حزين0
سعيدة0
نعسان0
غاضب0