
كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
▪ و سيدي عبد القادر الجيلاني يقول في اقصر خطبة( ان لقمة في بطن جائع خير من بناء الف جامع ) ثم امر المؤذن باقامة الصلاة.
ختم الكاتب السعودي مشعل السديري مقاله في جريدة الشرق الاوسط ليوم الاحد27 رمضان بايراد فائذتين مهمتمين جديرتين بتعميم الافادة بهما
الاولى
ان الخليفة عمر بن الخطاب رضي ا لله عنه وقف يودع احد ولاته على بعض الاقاليم فقال له ماذا تفعل اذا جاءك سارق.
قال الوالي اقطع يده.
قال عمر اذا جاءني جائع او عاطل فسوف يقطع عمر يدك'( يد الوالي) ان الله استخلفناعلى عباده لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونوقر لهم حرمتهم. ياهذا ان الله خلق الايدي لتعمل).
الثانية
ان الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه صعد المنبر في يوم جمعة قبل الف عام قال فيما اعتبر اقصر جمعة( ان لقمة في بطن جائع خير من بناء الف جامع) وقال للمؤذن اقم الصلاة.
ورحم الله الامام علي رضي الله عنه عندما قال( لو كان الفقر رجلا لقتلته) وعندما قال ( عجبت لمن بات جائعا كيف لايخرج في الصباح ممتشقا سيفه يقتل من اعترضه).
وخرج عبد الله ابن المبارك رضي الله عنه قاصدا الحج وفي طريقه مر بامراة وجدها عند مزبلة وبين يديها دجاجة جيفة فسالها عنها فاجابت اسد بها رمق اطفال جياع.
رجع عبد الله بن المبارك فامر بالتصدق بما زاد بمؤونة العودة الى بلده وعدل عن الحج( وهو حج نافلة) مقدما اطعام الا طفال الجياع على حج النافلة.
رحم الله اسلافنا الذين ضربوا المثل والقدوة بسلوكهم وسيرتهم وعبروا اصدق تعبير عن مقاصد دين الاسلام وابعاده الانسانية الرفيعة الداعية الى تجسيم معاني التازر والتضامن والتشبيه من طرف رسول الله صلى الله عليهم وسلم للمسلمين في توادهم ونراحمهم بالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.
اين المسلمون اليوم من ذلك وبين ايديهم ما يكفيهم وزيادة ويببيت بين ظهرانيهم من يتضور جوعا . اين المسلمون من جواب الله عن سؤالهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( يسالونك ماذ ا ينفقون) جاء الجواب ( قل العفو) وهو مازاد عن الحاجة فان ذلك لايجوز ان يبقى بين ايدي اصحابه وحولهم الجائع والمحتاج شديد الاحتياج.
فمن صميم دور الخطاب الديني في ظروف العسر والشدة والامة تمر بها في هذه الحقبة ان تذكر بهذه المعاني وذلك ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مدح الاشعريين فقال( ان الاشعريين اذا ارملوا جمعوا ما عندهم واقتسموه فيما بينهم بالسوية . قال صلى الله عليه وسلم مادحا صنيعهم (هم مني وانامنهم).
وبذل الدرهم والدينار ابتغاء لوجه الله هو علامة الندين الصحيح يقول الحسن'( الصلاة عادة( قد يتعودها الانسان ولايكون لها اثر يذكر في سلوك القائم بها. ) والصوم جلادة( قد يتعود عليه القائم به ولا يكون له اثر يذكر في سلوك القائم به) واذا امتحن الناس في الدرهم والدينار قل الديانون( ببذلهما في سبيل الله اطعاما للجا ئعين) هنالك يكون القليل من يندفع للبذل في سبيل الله مصداقا لقوله جل من قائل( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا)
وشكرا جزيلا للكاتب السعودي مشعل السديري الذي اوحى لي مقاله بجريدة الشرق الاوسط بهذه الخواطر.