
كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
فجع الشاذلية هذا اليوم بوفاة شيخهم الشيخ حسن بن حسن شيخ المقام والمغارة الشاذلية اللتين تولى الاشراف عليهما وتسيير العمل الشاذلي الدائر في رحابهما بحكمة واقتدار وبإخلاص وتجرد بعيدا عن أي توظيف ظرفي شخصي يشهد له بذلك الجميع.
لقد كان يجد لديه الجميع من كل الفئات والمستويات الاحترام والتقدير وحسن القبول . يزين كل ذلك بخلق رضي كريم ومعطيا بذلك اجمل صورة للتصوف الحقيقي والتصوف الشاذلي بالخصوص ومجسما له اصح واصدق تجسيم (اذ من سبقك في الاخلاق سبقك في التصوف)…والتصوف أخلاق أو لا يكون.
ذلك هو الشيخ حسن بن حسن رحمه الله الذي أحبه الجميع و ذلك هو الشيخ حسن بن حسن رحمه الله الذي آلت إليه مشيخة المقام والمغارة وقد جاءهما من وظيفته كمهندس وإطار سام في شركة صفاقس قفصة للفسفاط كان فيها ناجحا ايما نجاح فكذلك نجح ايما نجاح في الاشراف على المغارة والمقام حيث ظلا مقصدا لمن ينشدون السكينة والطمأنينة ويكرعون من معين حلقة القرآن الكريم العتيدة كل يوم جمعة ومن معين العمل الشاذلي متمثلا في سرد أحزاب الإمام الشاذلية التي لم يصل في بلاغتها وروعتها وتجلياتها سواه وظل بها المقام والمغارة عامرا في المواسم الدينية وفي الموسم السنوي الصيفي الذي يمتد طيلة 14 أسبوعا.
ذلك هو الشيخ حسن بن حسن رحمه الله الذي أحبه الجميع و ذلك هو الشيخ حسن بن حسن رحمه الله الذي آلت إليه مشيخة المقام والمغارة
لقد تمكن فضيلة الشيخ حسن بن حسن رحمه الله وبسرعة من استيعاب ترتيب العمل الشاذلي وأصبح به ماهرا، وشهد المقام والمغارة الشاذلية على يديه وبإشراف وتسييره المحكم والمسدد نقلة نوعية فقصده الشاذلية من شتى أطراف العالمين العربي والإسلامي ومن أوروبا ( فرنسا بلجيكا سويسرا ايطاليا بريطانيا امريكا..و.و) حيث وجد الجميع من الشيخ حسن بن حسن رحمه الله التكريم والترحيب والحرص منه على ان يكون من يجمع ولا يفرق وتلك هي سيرته مع كل من يرتاد المغارة والمقام من بقية رواد الزوايا والطرق الصوفية جاعلا من المقام والمغارة مقصدا وملاذا للجميع.
لقد نأى الشيخ حسن بن حسن رحمه الله بالمقام الشاذلي عن كل توظيف شخصي دنيوي او سياسي طيلة توليه للمشيخة وذلك ما يحسب له..
لقد نأى بنفسه عن كل مظاهر التهافت والجري وراء الاضواء للظهور. كان رحمه الله صاحب انفة وعزة نفس يسعى اليه ولا يسعى هو الى أصحاب الجاه وأصحاب المال و و….
ذلك قليل من كثير من سجايا الشيخ حسن بن حسن رحمه الله الذي يودعه رواد المغارة والمقام الشاذلي بقلوب حزينة ونفوس راضية وأعين دامعة والسن داعية ضارعة الى الله كي يسكنه فراديس جنانه وان يلهم اهله وذويه و كل الشاذلية جميل الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.