محمد الحبيب السلامي يحكي ويروي للدرس والعبرة: فأر الريف وفأر المدينة…

فأر

كتب: محمد الحبيب السلامي

يُحكى ويُروى أن فأر المدينة عقد صحبة وصداقة مع فأر الريف  فكانا يلتقيان على الحدود للحديث والحوار والترفيه والتسلية،

…قال الراوي: في ليلة اقترح فأر المدينة على فأر الريف أن يقبل به في الريف ضيفا حتى يعرف من قرب ظروف حياته وأنواع معاشه،

قال الراوي: رحب الضيف، واتفقا على موعد وتم اللقاء في الموعد، استقبل فأر الريف ضيفه، ورحب به، وطاف به على أكوام التبن وبقايا

الزرع، وما تساقط من الثمار وهو يقول له: من هذا آكل وأعيش، وبينها أسرح وألعب حرا آمنا من غدر سالما من كل خوف

قال الراوي: تكلم فأر المدينة وقال…الآن عرفت واكتشفت سر ضعفك وهزالك، فأنت في الريف تقاسي من الجوع وسوء التغذية، وفي الليلة القادمة كُن ضيفي في المدينة وسوف ترى غذائي وطعامي…

قال الراوي: وأقبل الضيف فطاف به صاحبه على المتاجر والمخازن، فشاهد أكوام الجبن، والزبدة والفواكه والحلوى وغيرها…وشجعه على الأكل منها، لكنه كان يحذره في طوافه ويخيفه من فخ منصوب، وقط مخبوء، وحارس بعصاه قادم…

قال الراوي: ولما جاء فأر الريف مودعا عائدا إلى ريفه سأله فأر المدينة… ما رأيك في حياتي ومعاشي؟…

تنحنح فأر الريف وحك شاربيه وقال قولة ذاعت وشاعت (حياة في جوع وأمان وحرية أفضل عندي من حياة في شبع والخوف والرعب يطاردني صبحا وعشية)…

ماذا يقول الساسة والإعلاميون في تونس في مغزى قول فأر الريف؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم..