
كتب: محمد المحسن
تصدير:
“الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء” (عبقري الطب ابن سينا )
“الكذبة تقطع نصف الكرة الأرضية قبل أن تنتعل الحقيقة حذاءها”
*تصدير: يعيش المرء في ظل الرأسمالية النيوليبرالية المعاصرة في خوف دائم من أن يخونه جسده في أي لحظة ويتعرض لانهيار عضوي يهدد هويته ومظهره وقدرته على كسب عيشه.
واليوم..
أضحى،المجتمع اليوم أمام اختبار صعب في مواجهته لوباء عالمي، يستلهم فيه الدواء والترياق من عمق قيمه وتقاليده الأصيلة المجسدة في الدستور وفي التفاف جميع مكوناته.
لا شك أن الرخاء معلم عظيم لكن الشدة معلم أعظم، وفي ساعة الشدة تنكشف المعادن.
والأكيد أن الحياة تاج على رؤوس الشجعان ..
ولكن..
في زمن كورونا ظهرت على مجتمع المعرفة والإعلام والذكاء الاصطناعي أعراض الأخبار الزائفة والتشكيك والتهويل،وأصبحت المعركة الأولى هي “مواجهة وباء الخوف”.
لقد وصل الحال بالبشرية في أرجاء الأرض في حالة هسترية خوفاً من الإصابة بالكورونا. من شدة التهويل والضخ الإعلامي في ضحايا الكورونا، وانتشار الكورونا..وأخبار الدول في التعامل مع الكورونا، والحجر الصحي،ومنع السفر…
باتت الناس في حالة ضعف جمعي ووهن جمعي أمام هذه الأخبار،وصار الهلع ظاهرة جمعية لا فردية،تنطبق عليها صفات الظاهرة الجمعية،والسلوك الجمعي الذي يهيمن على عقلية أفراد المجتمع ويقودوهم لا-إرادياً.
إلى أين يقودهم؟
هذا هو السؤال وهذه هي المشكلة.
وإذن؟
إننا إذا أمام مسؤولية أخلاقية أساسية في ظل أزمة صحية عالمية حرجة يجب أن نتجاوز مرحلتها الأولى بكل تداعياتها وانعكاساتها دون سقوط في الهلع أو الاستهتار أو التشكيك والانتقاد،وبكثير من المسؤولية والالتزام والحكمة والانضباط..
وهنا،يحضرنا في هذا المقام ما جرى في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل،حين أنهى ايريك مامير المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي مؤتمره الصحفي،في خضم الاحتفال بيوم الشعر العالمي،بمقطع باللغة الإنكليزية من قصيدة للشاعرة الأمريكية ايميلي ديكنسن يتحدث عن المقاومة والأمل؛ وذلك لرفع معنويات الذين أصيبوا بجائحة كورونا أو عانوا من جرائها.وكان مامير نفسه قد أنهى مؤتمرًا سابقًا بمقطع من قصيدة” الربيع” للشاعر الفرنسي فيكتور هيغو،يتحدث عما يوحيه الربيع من الحب والفرح والأمل؛ ليخفف أيضًا من الأوجاع النفسية التي استبدت بالناس في ظل إجراءات العزل التي نفذت في معظم دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ما أريد أن أقول؟
أردت القول أن التضامن جزء لا يتجزأ من ثقافتنا ..
إن هذا التضامن يجب أن يكون أقل فردانية ومحدد الأهداف ومحكم التنظيم من حيث حيزه الزمني،كما ينبغي أن يفرز أدوات دائمة ومضمونة وأن تخضع لتدبير شفاف وذي مصداقية..
ختاما يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية صنفت في ١١ مارس من العام الماضي،مرض فيروس كورونا “جائحة”،مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة،معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير…
إضافة:
من الأمثال أن “الكذبة تقطع نصف الكرة الأرضية قبل أن تنتعل الحقيقة حذاءها”
وتظل الحياة تنتمي إلى الذين يحبونه ويضعونها خلف الشغاف..أما الشجاعة فهي ليست ضد الخوف؛الشجاعة هي التحرك في وجوده..
ويصبح الخوف في مثل هذه الحالة هو الاستجابة الوحيدة المناسبة لفكرة “الجسد المنتهك”. ومتى استشرى الخوف، فإن كل التناقضات،بغض النظر عن شدتها، يمكن أن تتعايش معاً من دون صراع.