صالون الصريح

أحمد القديدي يكتب: أمن العالم في منتدى الدوحة

كتب: د.أحمد القديدي

لا يكاد يمر عام هنا في دولة قطر إلا وتؤكد قيادة الدولة على مدى اهتمامها بقضايا الأمن إقليميا وقوميا و عالميا، وهذا كان هاجسها الأول حين توسطت لحل العديد من الأزمات العربية و الدولية مثل أزمة لبنان الذي كان بلا رئيس عام 2008 و أزمة دارفور و الصراع بين جناحي المقاومة الفلسطينية ثم الوساطة التاريخية لإنهاء حرب أفغانستان و تجنيب الشعبين الأمريكي و الأفغاني شرور حرب عبثية طالت عشرين عاما.

الدبلوماسية القطرية

كان أمن المنطقة هو الذي حرك الدبلوماسية القطرية بتوجيه من أميرها لبلوغ نتيجة سلام وأمن اعترفت بهما لقطر أغلب الدول ومنظمة الأمم المتحدة، وبنفس هذه الروح انعقد في شهر مارس الماضي منتدى الأمن العالمي بمشاركة قيادات سياسية و أمنية من مختلف القارات و من أغلب المنظمات الدولية و مراكز البحث المتخصصة  و خلال المنتدى جددت دولة قطر التزامها بالتعاون مع الأجهزة الأممية لمكافحة الإرهاب و التزامها بـمـواصـلـة الـتـعـاون مع كل الدول و المنظمات المـعـنـيـة بـ مـكـافـحـة الإرهـــاب مع تأكيدها على إدانتها لجميع أعـمـال الإرهـــاب بـغـض الـنـظـر عن دوافعها ومبرراتها ومكان ارتكابها….

موقف قطري

وجــاء ذلــك فــي بــيــان دولـة قـطـر الـــذي ألــقــاه الـسـيـد عـبـدالـلـه مـهـدي الـيـامـي سكرتير أول بإدارة حقوق الإنســان بــوزارة الـخـارجـيـة خـلال الـحـوار التفاعلي مـع المـقـررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنســان في سياق مكافحة الإرهــاب وأكـد اليامي أن ظاهرتي الإرهـاب والــتــطــرف الـعـنـيـف تـشـكـلان تــهــديــدا كـبـيـرا لـلأمـن والسلم الدوليين ولحقوق الإنسان وتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 .وشـدد على ضرورة ألا تؤدي السياسات والتدابير المتخذة لمنع ومكافحة الـظـاهـرتـين إلــى تـقـويـض حـقـوق الإنــســان وسـيـادة القانون وأن تتوافق مع المعايير والقوانين الدولية وتـتـسـق مـع الـركـائـز الأربــع للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهــاب.
وأشــار إلـى أن دولـة قطر تواصل تحديث تشريعاتها وسياساتها المتعلقة بمكافحة الإرهــــاب وآخــرهــا الــقــانــون رقــم (20 لـسـنـة 2019 الخاص بإصدار قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهــاب)، بما يـتـوافـق مـع المعايير الـدولـيـة ويـواكـب الـتـطـورات المعنية بتسخير التكنولوجيا الحديثة للقضاء على الإرهـاب والتطرف. واعتبر استضافة دولـة قطر للمركز الـدولـي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والمكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهــــاب، مــن المــشــاريــع الــرائــدة فــي إطـــار الـشـراكـة الاستراتيجية بـين دولـة قطر ومكتب الأمـم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

مبادرات وبرامج

وأكد السيد عبد الله مهدي اليامي، أن الدعم المقدم من دولـة قطر أتـاح تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج لمنع استخدام التقنيات الحديثة والناشئة لأغـراض إرهابية، من بينها برنامج الأمم المتحدة لمكافحة سفر و تنقل الإرهابيين، والبرنامج العالمي المعني بالمنظومات الـذاتـيـة التشغيل لتعزيز قدرات الدول لمواجهة التهديدات المتصلة بالمنظومات المختصة بمكافحة الإرهاب…

تقدير أمريكي

ومن جهته أكـد سـعـادة السيد تيمي ديفيس سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة تقدير بلاده لدور دولة قطر في مقاومة كل مظاهر الإرهاب و العنف وهي بذلك أصبحت الشريك الاستراتيجي للدول الساعية لنبذ الإرهاب و من جهة أخرى واصل المــنــتــدى أعـمـالـه بــإلــقــاء الـــضـــوء عــلــى جــانــب مـن الـتـحـديـات والـتـهـديـدات الـتـي تـواجـه الأمـن والسلام في العالم وسبل تجاوزها والدور المـنـوط بالمؤسسات الإقليمية والـدولـيـة في هذا المجال. واستضاف المنتدى في جلستين حــواريــتــين ســعــادة الـسـيـد تـيـو تـشـي هـين، كبير الـوزراء والوزير المنسق للأمن القومي الـسـنـغـافـوري وسـعـادة السيد مـوسـى فكي مـحـمـد رئـيـس مـفـوضـيـة الاتـحـاد الإفـريـقـي فــي إطـــار رصـــد الــتــداعــيــات عــلــى الـسـاحـة العالمية فـي ظـل الـصـراع الـروسـي الأوكـرانـي وانـعـكـاسـات ذلـك على مختلف الأقـالـيـم في العالم ومنها آسيا وإفريقيا. وتطرق سعادة السيد هين إلى الديناميكيات المـتـغـيـرة عـلـى المــســرح الـعـالمـي مــن مـنـظـور سـنـغـافـورة فـي ضــوء تـداعـيـات الـحـرب في أوكـرانـيـا، وانـعـكـاسـات الـعـلاقـات الصينية الأمــريــكــيــة عــلــى آســيــا والمــحــيــط الــهــادئ تـبـعـات هــذه الأزمــات والـحـروب والصراعات على الأمن والتنمية في العالم. وأشار إلى أن العالم خلال السنوات الأخيرة واجه الكثير من الأزمات التي أثرت على أمن الطاقة والـغـذاء مثل أزمـة جائحة كـورونـا / كـوفـيـد19 والـصـراع الـروسـي الأوكـرانـي وأزمة المناخ وغيرها من الأزمات.

3 عناصر

ورأى أن الـعـالـم بـحـاجـة إلــى عـنـاصـر ثلاثة لمـواجـهـة الـتـحـديـات الـراهـنـة هـي التعددية عـلـى المـسـتـوى الـعـالمـي وتـعـزيـز الـصـمـود وبـنـاء الاســتــدامــة.. وقـــال: «بـهـذه المـقـاربـات الـثـلاث نستطيع مـواجـهـة الـتـحـديـات وبناء عالم أكثر أمنا». وأكــد كبير الـــوزراء والـوزيـر المـنـسـق للأمن الــقــومــي الـسـنـغـافـوري أهـمـيـة تـعـزيـز دور المؤسسات الدولية باعتبارها أطـرا متعددة الأطـــــراف لــبــنــاء شـــراكـــات عــالمــيــة لمـواجـهـة الــتــحــديــات وتــعــزيــز الــصــمــود وتـحـقـيـق التنمية المستدامة. من جانبه، تطرق سعادة الـسـيـد مــوســى فـكـي إلـــى الــتــحــديــات الـتـي تواجه الدول الإفريقية، بما في ذلك الإرهاب والصراعات والأزمـات السياسية وتحديات التنمية والحكم الرشيد وطبيعة المساهمات الهامة التي قدمها الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن الدوليين من خلال مهامه والشراكات مـع الأمــم المـتـحـدة. وأكــد أن إفـريـقـيـا تمتلك خـطـتـهـا الــخــاصــة لــبــنــاء إفــريــقــيــا جــديــدة تـلـبـي الــطــمــوحــات والــتــطــلــعــات والآمــــال بجانب إصرارها على تعزيز البنى التحتية والانــفــتــاح عـلـى الــعــالــم.. مـنـبـهـا إلــى خطر الإرهاب الذي يشكل تحديا ويتطلب تعاونا ودعما دوليا لمواجهته في القارة الإفريقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى