الصريح الثقافي

الفنانة التشكيلية فيروز بن صالح الغنجاتي: في لوحاتها شيء من فتنة المشاهد والطبيعة…  

كتب: شمس الدين العوني

الفن فكرة القلب والأفق حيث النظر تجاه العوالم بكثير من الحلم والطفولة الكامنين في الدواخل قولا بالينابيع و الكينونة في تجلياتها نحو البعيد بشتى عناصره و تفاصيله تقصدا للجمال و الممكنات الحافة به…

هكذا هي لعبة الفن إذ تأخذ الكائن الى مناطق أخرى من أحلامه في سفر لا يضاهى تشوفا لسحر الأشياء و شوقا وابتكارا وذهابا نحو هامش في الأقاصي..كل ذلك في ضروب من طفولة و نشيد.

مجالات مرح

والرسم هنا والتلوين مجالات مرح في هذه الشواسع من أرجاء الفن الزاخرة بالمشاهد و الأشكال و الأحوال ..و هكذا على نحو من غناء الذات و هي تتجول في باحة الحياة ترى ما هو ترجمان براءتها في الألوان مثل أطفال في حدائق من نعاس يغمرهم فرح التلوين و القول بالرسم عالما و ملاذا و تعبيرة فارقة عن أعماق هي حاضنة غناء خافت ملون بالموسيقى و بالكلمات ترسل معانيها عاليا و بعيد.
و هكذا نلج عوالم الرسم مع فنانة غمرتها بهجة الولع و الوله تجاه الفن لتمضي في هذا الحلم منذ رغبات أولى حيث الطفولة ..لتعود الى حلمها القديم في هذه السنوات بكثير من العشق والشغف المكلل بالألوان لتغذية أنثى القماشة ديدنها تحويل الجهات الى علبة تلوين.
الفنانة التشكيلية فيروز بن صالح الغنجاتي تعلقت بالرسم لتسافر معه كعصامية لتمر بمراحل التكوين و التمرس بالعملية الفنية التي تقول إنها تواصل في نهجها للتمكن أكثر من الألوان و أسرارها ..

شيء من فتنة المشاهد

في لوحاتها شيء من فتنة المشاهد و الطبيعة و الورود و أحوال عازف البيانو و عازف السكسوفون و هنا يكمن عشقها المجاور للموسيقى كحاضنة لديها للأصوات و الأغاني بداخلها..الى جانب العوالم الحالمة في أعمالها الفنية و منها تلك النافذة المكللة بالورد و الأغصان و الخضرة حيث بهاء النور من قنديل يحرس المشهد في شاعرية بينة..
في معرضها المشترك مع الفنانة التشكيلية نسرين تمسك برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة و المفتتح يوم الجمعة 20 من جانفي الجاري تنوعت لوحاتها في أحجامها و مواضيعها لنذكر منها “حقول القمح” و “زنبقة الماء” و “ورود” و “نظرة” و “نسمة ربيع”
و “نغمات تشيللو” و “عازف الجاز” و “سيدي بوسعيد”…و في كل الأعمال حرصت الفنانة على اللعب على فكرة التلوين في شيء من التدريب و المحاكاة و هي التي تمضي في تطوير التجربة في طريق الابتكار و الابداع المفتوحة على الزمن و الوعي و المغامرة و الفن هو المغامرة وفق الزمن في عالم مدهش و متغير.
عن أعمالها تقول الفنانة فيروز ” الرسم مساحة من النظر و السفر و الحلم و أسعى الى التعبير عن ذاتي و أحاسيسي في هذا العالم عبر ما أرسمه لتتعدد مواضيع لوحاتي التي يجمع بينها سحر عالم الرسم و ما يمنحه لنا من حلم و ابداع…أتمنى النجاح في مسيرتي و تجربتي و أعد لمعرضي الشخصي الذي هو مرحلة مهمة من عملي الفني هذا…”.

البدايات

و بخصوص بداياتها في هذه التجربة مع الرسم و اللون تقول “…أنا عشقت الرسم و أحببت الفن التشكيلي و تلقيت تكوينا من عدد من الأساتذة والفنانين منهم” ايفيتا منكا ” ” مكهاش ماقوميدوف ” و “و تعجبني تجارب واتجاهات فنية في الانطباعية والواقعية و التكعيبية ..أعمل في مجال الرسم الزيتي أو الأكريليك و أعذت الإنتاج و الاستلهام من أعمال فنانين عالميين لأحرص لاحقا على امتلاك أسلوبي الخاص بي و لوحاتي التي تشبهني و تعبر عن خصوصيتي الفنية و الجمالية..شاركت في معرض جماعي نشاط ضمن نادي الرسم في مقر شركة بطاقة التأمين وفي معرض ببلدية الزهراء و برواق الهادي التركي  في معرض بدار الثقافة بالزهراء و معرض بالمركز الثقافي في بوحجر……يظل الرسم حبي الذي ألهو فيه بما يمكن لأن أضيفه لهذا العالم من ذاتي و شجوني و شؤوني الجمة…”.
هكذا هي البدايات في تجربة الرسم من خلال حلمها الذي ترعاه تناغما وانسجاما و تفاعلا في صلتها بهذا العالم و في هذا الجانب تواصل الفنانة تجربة السفر الملون و هي تنشد اللقاء بجمهور الفن و أحباء الرسم في معرض خاص تعمل على إنجازه قريبا بالعاصمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى