الصريح الثقافي

الفنانة التشكيلية نسرين تمسك: ورود وشبابيك وقناديل وأحوال المراكب والأشرعة

كتب: شمس الدين العوني

الذهاب في طريق الفن و الألوان تحديدا مجال تأمل و حلم و ابتكار حيث الذات في نشيدها تجاه العوالم بكثير من الرغبة و الاصرار لقول ما تقترحه الدواخل من طفولة و غناء..انها فسحة إثبات الكيان و تأصيل البوح تقصدا للجمال و مشتقاته في عالم يمضي في متغيراته سريعا..

اللعبة الفنية

هكذا بدت اللعبة الفنية من سنوات عند الفنانة التشكيلية نسرين تمسك التي حلمت بإضفاء الكثير من التلوين و الرسم على جغرافيا الروح والذات في حيز من مسيرة بدت واضحة التقصد فكانت الخربشات الأولى و تبعتها رغبة التكوين و مزيد الرسوخ في أرض الفن فانضمت الى أطر و نوادي التكوين في الرسم الزيتي و بالأكريليك لتنهل من نجارب منها الفنان نجيب الزنايدي و الفنانة ايفات مينكا…و هكذا…قبل ذلك كان ولعها بالرسم على الورق فضلا عن الأعمال اليدوية و الابتكارات المتعددة على القماش. وvelour
و بين الزيتي أو الأكريليك و الباستيل و الحبر الصيني تعددت آثار أناملها حيث اللوحات التي تسافر بنا في عناوين شتى منها “رائحة الورد ” و “نغمات تشلو” و “ضوء الفانوس” و “المدينة العربي” و “بين الثنايا ” و “موج البحر” و “مركب شراعي ” و ” ذات خريف “…
وفي كل هذه الأعمال الفتية مضت بنا الفنانة نسرين تمسك الى عالمها الحالم حيث الحنين المنبثق كأغنيات جميلة من مشهديات فيها من شاعرية الحال الكثير.

عالم فسيح

انها أمنياتها تجاه عالم فسيح و متغيرات تخشى فيها الفنانة على تلك التفاصيل و الحكايات العطرة القادمة من هدوء و بهاء المدينة بمعمارها و جمال أشيائها و روعة ما تبوح به من السرديات و الأسرار..
نسرين تمسك تستدعي الورود و الشبابيك و القناديل و أحوال المراكب و الأشرعة الى بياض القماشة لتأثيث مساحاتها بل لقول ما تداعى بداخلها من غناء خافت و حنين و بهاء
في ظل ما يعيشه الكائن و الناس والأمكنة من ضجيج قاتل للصمت الجميل و للبهاء القادم من العناصر والتفاصيل على غرار الشباك و الخضرة و ضوء القنديل و” المدينة العربي “
و ما تزخر به من جمال و نعني مدينة تونس هذه الضاربة في الأعماق و القائلة بالأسرار حيث تعاقب حضارات و ثقافات مما يثري هذه المحصلة الإنسانية والوجدانية.
نسرين فنانة بحساسية بينة في ألوانها و مواضيع أعمالها الفنية و في هذا المعرض المشترك لها مع الفنانة التشكيلية فيروز بن صالح الغنجاتي برواق علي القرماسي للفنون بالعاصمة و المفتتح يوم الجمعة 20 جانفي الجاري بعنوان “تجارب فنية ” تمثلت حيزا مهما من اعتمالاتها كفنانة حالمة و تسعى للذهاب أكثر في طريق الفن و الرسم و التلوين و هي التي تعد لقادم معرضها الشخصي وفق نهجها وأسلوبها المتخيرين.

مشاركات متنوعة

تنوعت مشاركاتها و منها هذا المعرض الجماعي و عن تجربة البدايات و هذا المعرض تقول الفنانة التشكيلية نسرين تمسك والفن فعل نبيل في الحياة وهو بالنسبة لي مجال حلم و أمنيات و ذلك منذ بداياتي مع الرسم التلوين لتكون لي حصص تكوين و تعلم في مجالات الفن التشكيلي و بتقنيات الزيتي و الأكريليك و الباستيل و الحبر الصيني إلى جانب تجربة الأعمال و البراعات اليدوية..في لوحاتي أردت التعبير عن خلجات القلب و الذات في ضروب من الحب و الجمال و الحنين ليكون هناك حضور للمدينة العربي و سحرها و الورود و المراكب و الشبابيك و المشاهد الجميلة…سعدت بعرض أعمالي و أسعد أكثر بتفاعل الجمهور و أحباء الفنون التشكيلية مع ما اقترحه في هذا المعرض “تجارب فنية ” برواق علي القرماسي بالعاصمة صحبة الفنانة المتميزة فيروز بن صالح الغنجاتي فكان هناك تناسق في التجربة و الألوان و المواضيع..أعد لمعرضي الخاص و أتمنى المزيد من المضي في تجربتي الفنية بكثير من التجدد والابتكار…”.
لوحات فنية و أعمال منجزة في بدايات التجربة الفنية للرسامة نسرين تمسك حيث القول بالرغبة و الحلم و الأمل في التواصل عبر التلوين و الرسم مع الذات و الآخرين و…مع العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى