الصريح الثقافي

الفنان نصرالدين العسالي: تنوعت لوحاته بين تجريدية وانطباعية حالمة…

كتب: شمس الدين العوني

افتتح الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي معرضه الخاص برواق علي القرماسي وذلك عشية يوم السبت 18 من شهر مارس المنقضي ليتواصل الى غاية يوم 3 أفريل المقبل و فيه نخبة متنوعة من لوحاته الفنية التي يشتغل عليها و هو الفنان المقيم في شغله الفني بعيدا عن ضجيج الساحة الفنية الثقافية..

التجديد و الابتكار

عدد من الأعمال الفنية ينجزها منذ سنوات و يعمل على معادلة التجديد و الابتكار و الجمال الفني …يعمل باستمرار و رغم ظروفه الصحية التي مر بها منذ بدايات الكورونا التي فعلت فعلها و مخلفاتها الجمة فهي لم تثنه عن الانغماس في عوالم القماشة و الألوان ..في شغله هذا هناك لوحات جديدة يقول في سياق اشتغاله عليها “…الأفكار موجودة و التطبيق يتطلب تطويع الأدوات بالصناعة .( صناعة موضع اللوحة. تحضير ملمسها.
ابتكار أنواع جديدة من فرشات و بآلات و اختيار المواد و التحكم في أشكالها .

طرق الرسم

طرق الرسم عن بعد بالرمي أو عن قرب بالحركة السريعة أو الميكانيكية أو الطباعة الذكية ووو … و ينتهي الانسان و لم يحقق كل أفكاره. و يبقى الله هو أحسن الخالقين…اللوحة هي تجسيد عفوي لكتلة من الأحاسيس. يمكن لأي شاعر أو مؤلف أن يرسمها بكلماته العفوية اذا كلمته…”..هكذا هي لعبة الفن المفتوحة على الاستمرار و الابتكار و التجدد مع العسالي الفنان المجتهد..نعم الفن..هذا الدرب المفتوح على المغامرة..المحفوف بالدهشة و السحر حيث البهاء الطالع مع فتنة العناصر و الأشياء ..الفن تلك العناوين العالية القائلة بالابتكار نهجا و تلوينا و تقصدا وفق تلك الأصوات القادمة من الأعماق..أعماق الطفل..الطفل هنا هذا الفنان الذي تخير حكاياته من أزمنة حيث لا حلم و لا نظر بغير السمو نحو الجمال يمنح المشاهد و الأمكنة علوها الآخر ..انها رحلة الفن تقترح جماليات التفاصيل…

تفاصيل الحياة

تفاصيل الحياة التي جعل منها صاحبنا مراحل لاحتضان ولعه الفني الجمالي وفق تحولات و تطور ضمن وجدانه التشكيلي في عالم تنوعت متغيراته و أحداثه ليزداد يقينه رسوخا بمجالات الفن الملونة و دورها في نحت كيانه و تاصيل فكرته المبثوثة في لوحاته و القائلة بالرسم و التلوين و النظر العميق للعالم القريب و البعيد..انه نظر بعين القلب لا يطلب غير بهجة لا تضاهى في اثر العمل الفني..في اقتفاء أثر أسئلة البراءة الأولى..أسئلة الجمال و الابداع . من هنا نمضي مع فناننا صاحب السنوات من التجربة ..صاحب الحلم الملون..و نعني الفنان التشكيلي نصر الدين العسالي…هو فنان كابد متقلبات الحيات و عاش مبتسما حالما هادئا ديدنه العطاء و هو المنحدر من حي تونسي عريق منحه الكثير من الرغبة و الاقدام و المضي قدما في عالم اللون الآسر…

رسم المشاهد

منذ الصغر فتن العسالي بالمشاهد و سعى لرسمها حيث القدر الذي جعله تجاه الألوان ليشهر حبه اليانع و يبدو ذلك الطفل المغامر لتتعدد محاولاته ليصل الى رائق التلوين..هي لعبة الطفولة الباذخة التي قادته بشغف كبير الى الهواية..هواية الرسم و تلوين الفكرة و الذهاب بحب نحو المحاولات لاكتساب الخبرات اللازمة و نحت موقع في مشهد تشكيلي تونسي متنوع التجارب و متعدد التيارات و الاتجاهات الفنية التشكيلية.بين المشاهد و الحالات تنوعت لوحاته بين تجريدية و انطباعية حالمة حيث الأمكنة و منها “السيدة “الحي الذي شهد فسحة أولى من حياته و الزهراء و كل ذلك في ضرب من الجمال حيث تبدو اللوحات حيزا من سيرة فنان هام باللون و مضى يحاوره باتجاه القول بالذات و الآخرين ..مشاهد العسالي ملونة بما يشبه حالات من شعرية اللحظة..

تعبير باذخ

في تعبير باذخ عن عال النظر من فنان حالم تجاه الآخرين.. الناس و الأمكنة و الأحوال…هكذا هو الفنان العسالي في صلته الوثقى بفن التلوين…نشاط فني و معارض جماعية و فردية وجديد في هذا المعرض الشخصي الذي يتواصل الى غاية يوم 3 أفريل المقبل 2023 برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة و التابع لوزارة الشؤون الثقافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى