رياضة

النّادي الصفاقسي: الهيئة التّسييرية محلّ انتقادات… وهذا هو المطلوب!

بعد هزيمة الخميس الماضي أمام الاتّحاد الرياضي بتطاوين، بملعب الطيّب المهيري بالذّات، أصبحت الشّكوك تحوم حول تمكّن النّادي الرياضي الصفاقسي من التّأهّل إلى مرحلة اللّعب من أجل التّتويج باللّقب، أو حتّى ضمان البقاء ضمن بطولة الرّابطة المحترفة الأولى. وقد أصبحت الهيئة التّسييرية للنّادي محل انتقادات شديدة من قبل جانب من الأحباء الذين حمّلوها مسؤولية الوضع الصّعب والحسّاس الذي أصبح يعيشه الفريق.

بعض الأحبّاء يعتبرون أنّ الوضع غير المريح للفريق حاليّا جاء نتيجة حتمية لإقدام الهيئة التّسييرية على إعفاء المدرّب السّابق كريم دلهوم من مهامّه في فترة حسّاسة من الموسم والتّعاقد مع المدرّب السويسري موريزيو جاكوباتشي، الذي ليست له أيّ دراية بواقع بطولتنا ولم يسبق له حتّى الإشراف على أندية إفريقية أو عربية – وهو ما يفسّر، حسب رأي البعض، فشل هذا الفنّي في النّهوض بأداء الفريق وتحسين نتائجه.

كما انتقد الأحبّاء المسؤولين الحاليّين لعدم نجاحهم في رفع عقوبة المنع من الانتداب في وقت ملائم وعدم تمكّنهم من تجاوز الإشكال سوى في السّاعات الأخيرة من آخر يوم من عمر المركاتو الشّتوي.

من جهة أخرى، هناك اعتقاد سائد في أوساط بعض الأنصار أنّ الهيئة التّسييرية لم تكن موفّقة في اختيار الوقت المناسب لعقد النّدوة الصّحفية يوم الأربعاء 2 فيفري الجاري لتقديم المنتدبين الجدد لممثّلي وسائل الإعلام، والتي تزامنت مع استعداد الفريق لخوض مباراته الهامّة ضدّ الاتّحاد الرياضي بتطاوين التي دارت يوم الخميس 3 فيفري ومني خلالها السّي آس آس بهزيمة أدّت إلى تعقيد وضعه في ترتيب المجموعة الأولى.

حسب العديد من أحبّاء الأبيض والأسود كذلك، ارتكبت الهيئة التّسييرية خطأ فادحا عندما قرّرت تقديم المنتدبين الجدد للجمهور الحاضر بملعب الطيّب المهيري يوم أمس الأوّل الخميس قبل انطلاق مباراة الفريق ضدّ ضيفه الاتّحاد الرياضي بتطاوين. وهناك اعتقاد لدى جانب من الأنصار أنّ هذه البادرة قد تكون ساهمت في التّأثير سلبيّا على تركيز العناصر التي خاضت المباراة وعلى أدائهم الذي لم يرتق إلى المستوى الذي يسمح لهم بالخروج بنقاط الفوز، أو حتّى بنقطة واحدة.

وقد وصل الأمر ببعض الأحبّاء الغاضبين بعد الهزيمة الأخيرة إلى التّهجّم على المسؤولين الحاليّين والمسّ من أشخاصهم، وحتّى تهديدهم عبر مواقع التّواصل الاجتماعي.     

الهيئة التّسييرية لنادي عاصمة الجنوب وجدت نفسها بالتّالي في وضع لا تحسد عليه، رغم المجهودات الكبيرة التي بذلتها وتبذلها، ورغم التّضحيات التي قدّمتها ولا تزال تقدّمها من أجل تجاوز النّادي لأزمته حتّى تتواصل المسيرة في ظروف ملائمة وتعود الجمعية إلى صولاتها وجولاتها وتستعيد إشعاعها المفقود في أقرب الأوقات.

إنجازات هامّة

من جهة أخرى دعا جانب آخر من الأحبّاء إلى الكفّ عن الإساءة إلى الهيئة التّسييرية التي لم تدّخر أي ّ جهد من أجل إعادة الاعتبار للنّادي والسّعي للعبور به إلى برّ الأمان وإنقاذه من الانهيار الذي أصبح يهدّد كيانه.

في الواقع، ما يحسب للهيئة التّسييرية الحالية هو نجاحها، بمعية الهيئة العليا للدّعم وهيكل “سوسيوس سي آس آس” وبقية الأطراف، في إنجاز ما لم يقدر النّادي على إنجازه في الموسمين الماضيّين، وذلك من خلال توفير السّيولة المالية والإيفاء بتعهّدات النّادي تجاه مختلف الأطراف، إلى جانب رفع عقوبة المنع من الانتداب والتّعاقد خلال المركاتو الشّتوي الذي ودّعناه يوم الثّلاثاء الماضي مع عدد لا يستهان به من اللّاعبين المحلّيّين والأجانب لتعزيز الرّصيد البشري لفريق الأكابر والنّهوض بمستوى الفرق المنتمية للأصناف الشّابّة – وهو ما سيساعد على دعم العمل القاعدي، وغيرها من الإنجازات التي ساعدت على عودة الرّوح لمختلف الفروع التّابعة للجمعية.

هذا هو المطلوب

لا شكّ أنّ من حقّ الأحبّاء الغيورين على “قلعة الأجداد” إبداء رأيهم في كلّ ما يهمّ مسيرة النّادي والتّعبير عن مشاغلهم، وحتّى انتقاد السياسة المنتهجة من قبل المسيّرين والأخطاء المرتكبة من قبلهم، لكن من الضّروري الابتعاد عن كلّ ما من شأنه أن يؤدّي بالمسؤولين إلى التّفكير في “الهروب من الجحيم” الذي أصبح يخيّم على أجواء النّادي وأن يزيد في العزوف عن تحمّل مسؤولية التّسيير في السّي آس آس.

واعتبارا لأنّ الفريق ينتظره موعدان حاسمان في ختام منافسات المرحلة التّمهيدية ضدّ الأمل الرياضي بحمّام سوسة يوم غد الأحد 5 مارس بملعب بوعلي لحوار بحمّام سوسة، وضدّ الهلال الرياضي الشّابّي يوم الخميس 9 مارس بملعب الطيّب المهيري، وجب على جميع الأحبّاء الغيورين على “قلعة الأجداد” الالتفاف حول الفريق والمساهمة من موقعهم في وضع حدّ لحالة التّشنّج والتّوتّر التي تلقي بظلالها على الأجواء الدّاخلية للجمعية حتّى يكون بإمكان زملاء شادي الهمّامي التّدارك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

كلّ ما يتمنّاه أحبّاء الأبيض والأسود هو أن ينجح فريقهم في العبور إلى مرحلة “البلاي أوف” حتّى يستفيد من الانتدابات الجديدة ويسعى للدّفاع عن حظوظه بكلّ شراسة للظّهور مستقبلا بوجه مشرّف يتماشى مع عراقته وسمعته وإشعاعه، والقطع مع فترة التّهميش والشكّ والعبث التي عاشها في المواسم الأخيرة.

محمّد كمّون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى