كتب: شمس الدين العوني
الفن بما هو فسحة باذخة في الحياة حيث النظر بعين القلب لا بعين الوجه…ثمة ما يشير الى الحلم المبثوث في الأرجاء بينما فتية هاموا باللون و التشكيل و الابداع الجمالي و منه الصورة و أدوات الفوتوغرافيا وقد توزعوا وسط أجواء مفعمة بالفن و تنويعاته و ألوانه…
حيث انطلقت بعد الافتتاح أنشطة الورشات الفنية بساحة الإستقلال و برواق الفنون جربة ميدون و بالفضاءات الأنيقة لنزل الأوتنتيك ضمن فعاليات تظاهرة “عيش الفن ” ..هكذا تتواصل هذه المناسبة الثقافية والمعنية بالفنون التشكيلية بمشاركة عدد من الفنانين التونسيين و الأجانب من مصر و الجزائر و فرنسا… هذه التظاهرة “عيش الفن ” هي مجال لعدد من الأنشطة الثقافية الابداعية و تختتم يوم 08 فيفري 2023 بادارة الفنان التشكيلي لطفي القلفاط .
تظاهرة “عيش الفن ” مجال و ورشات و معارض و تنوع لحضور الفنانين التشكيليين من حيث الأنواع و الأجناس الفنية و كذلك التجارب و الأجيال في سياق تظاهرة جمالية ضمن الأنشطة المتعددة .و قد شهدت حضور و دعم السيد كمال بربوش صاحب النزل الذي استقبل الفنانين الضيوف و زوجته مديرة الفندق سامية بربوش الى جانب زيارة و متابعة السيد هشام المحواشي المندوب الجهوي للسياحة بمدنين للمعرض الفوتوغرافي في تظاهرة بنزل جربة الأوتنتيك حيث اطلع على الأعمال الفنية بالمعرض و تحدث مع الفنانين الضيوف و منهم الفنان جورج ماهر من مصر الذي يشتغل على فنيات الصورة و كانت له مشاركات دولية في عدد من البلدان و منها بأمريكا اللاتينية الى جانب ابداعات الفنان التشكيلي و الحروفي كريم الظاهري التي زينت أمكنة و فضاءات الأوتنتيك ..كما تحدث الفنان و صاحب متحف الفوتوغرافيا و آلات التصوير السيد عمر عبادة حرزالله عن تجربته و عن حكايته مع الصورة و آلاتها القديمة و الحديثة حيث قام بعرض خاص في الغرض ايتم تكريمه مع الضيوف .و شكر الفنان لطفي القلفاط منظم الفعاليات كل الضيوف و المشاركين و الجمهور و ادارة ” الاوتنتيك” على الجهود لانجاح البرنامج الثقافي و الفني الى جانب الأستاذ الفنان التشكيلي إبراهيم بن نبهان و الأساتذة المؤطرين لكل الطالبات المشاركات من المعهد العالي للفنون و الحرف بتطاوين قسم الفنون التشكيلية خاصة للمنجز الفني المتمثل في جدارية فنية بمدينة جربة ميدون …و كذلك للمبيت الجامعي أوليس بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجربة ميدون من خلال الأستاذ سمير الصيد مدير المبيت ..
.الأعمال الفنية حلت فضاء الأوتنتيك السياحي الأنيق و زادته رونقا جماليا مخصوصا لكونه بمثابة التحفة الفنية بجزيرة الأحلام و هذا يحسب لادارة الفضاء و للمسات الجمال و الروعة و البهاء للمهندس الفنان حاتم البقالتي خريج المعهد العالي للهندسة المعمارية و الفنون الجميلة و لحسه الثقافي و الفني و حبه للابداع فنونا و آدابا و حضارة …
في الفعالية تنويع فني تشكيلي جمالي و منه في هذه المناسبة الثقافية احتفاء بالفوتوغرافيا و فنونها من خلال التكريم و السفر مع الفنان عمر عبادة حرزالله الذي له قصة حياة مع الصورة و أدواتها من آلات التصوير الى التجوال في الأمكنة بعين ترصد كل ما به تسعد العين و هي تقنص صورها في طثير من التعبيرية …الصورة مجال حكي و تغني غالبا عن الكلام ..الفنان عمر في مشاركاته المتعددة في تونس و خارجها كان ينقل و من خلال معارضه شيئا من الأحوال حيث المشاهد و الطبيعة و المرأة متعددة الحضور و الجهات في لباسها المتعدد و التراث و الخيول و الفرسان…تتجول مع عدسة سي حرزالله لتجد نفسك تجاه أحوال شتى يجمع بينها سحر الآلة تنقل الحالة بكثير من الجمال..الصورة عنده عنوان جدل بين الحالة و الآلة و بكثير من لعبة الفن و خطابه متعدد النظرات و الكلمات..في هذه الفعالية قدم الفنان حرزالله تجربته مع الصورة فضلا عن معرض لما جمعه من آلات فوتوغرافية .
هكذا هي الفعالية في جربة مدينة الجمال المبثوث في الأرجاء حيث المكان بين بهاء الينابيع و تنوع الحاضر و تلوينات القادم ..بين زرقتين من بحر و سماء و بياض في الجدران و القباب تمضي الكلمات الملونة بالابداع حيث المجال للانصات للعناصر و التفاصيل في ضروب من تشكيل الحال و الأحوال…هذا النشاط يأتي بعد انتظام فعالية ” مؤانسات فنّية ” التي شهدت عددا من الفقرات الثقافية و الفنية و منها بالخصوص المعرض الجماعي و لقاء مجموعة من الفنانين التشكيليين بمختلف مدارسهم الفنية و رؤاهم و أساليبهم الجمالية حيث انطلق الجميع في تقديم ابداعاتهم الى جانب عدد من الورشات الفنية التي قام بتأطيرها جمع من الفنانين المشاركين و الشبان بعنوان التقاء الخبرة و الطموح.
هكذا هي جربة ميدون برواقها و أوتنتيكها و ساحاتها و فتية اللون و الرسم و الابداع الجمالي حيث كان التتويج بتكريم المشاركين و اختتام التظاهرة بتوزيع شهائد المشاركة و الابداع .
