صالون الصريح

عيسى البكوش يكتب/ منارات مغاربية على ضفاف السّين: عبد الحق سرحان

كتب: عيسى البكوش

ولد عبد الحق سرحان بمدينة سفرو عام 1950، ودرس علم النفس والآداب الفرنسية بتولوز بفرنسا حيث تحصّل على الدكتوراه في الاختصاصين.
تحصّل على دكتوراه في علم النفس سنة 1983 تحت عنوان ” التمثلات الحديثة عند الشباب المغربي المنحدر من الوسط التقليدي”.
درّس طويلا في جامعة القنيطرة بالمغرب، ثمّ ارتحل سنة 2000 إلى كندا.
تحصل يوم 16 مارس 1999 على جائزة الفرانكفونية.
وترجمت أعماله إلى الألمانية والإيطالية والدنماركية.
درّس الآداب باللغة الفرنسية بجامعة لافايات بمقاطعة لويزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية.
روايـــاته:
ـ سنة 1983 : مسعودة Messaouda – Seuil
تحصل بها على الجائزة الأدبية للإذاعات الحرّة.
ـ سنة 1986: ” أطفال الأنهج الضيّقة ” Les enfants des rues étroites- Seuil  
ـ سنة 1992: ” شمس العتمة ” Le soleil des obscurs – Seuil  
تحصل بها على الجائزة الفرنسية للعالم العربي.
ـ سنة 1998 : “عزاء الكلاب ” Le deuil des chiens – Seuil  
ـ سنة 2018 : Eros ou le sexe maudit des Arabes,  Virgules
شعره:
ـ سنة 1989 : “القلم الرباط ” L’ivre poème– L’harmattan  
ـ سنة 1992 : “ليلة السرّ ” La nuit de secret – Atelier des Grames..  
القصص:
• 1995 Les Prolétaires de la haine- Publisud
• 1991 Le Vélo, Montréal
• 1985 ، J’écris pour le soleil 
• 1986، Les mots de la douleur
• 1986، La Femme : un destin périmé
• 1987، L’Artisan du rêve, Edisud
• 1988، Un Pays aux couleurs de son temps
• 1996، L’Amour circoncis
• 1997، Le Massacre de la tribu
• 2002، Les temps noirs
• 2002، Le destin des rêves
   قدمت في شأن مدوّنته عديد الرسائل الجامعية والأطروحات .

ـ الوظيفة الاجتماعية النقدية في الخطاب الروائي في ” أبناء الأنهج الضيقة” لعبد الحق سرحان من طرف سعيد الزحاف في جامعة Paris13.
ـ في نفس الجامعة قدمت بشرى قنون رسالة تحت عنوان ” سرد الطفولة أو سيرة مسعودة  لعبد الحق سرحان نموذجا”.
ـ صليحة منفلوط قدمت أطروحة في جامعة باريس 8 حول مقاربة نفسانية تحليلية لثلاثة روايات مغاربية : حرودة للطاهر بن جلون “مسعودة” لعبد الحق سرحان والذاكرة الموشمة لعبد الكبير الخطيبي في جامعة Lyon3 .
ـ قدم سعيد سليم رسالة حول التجديد والحدود للأدب المغربي الناطق باللغة الفرنسية ، الليلة المقدسة للطاهر بن جلون ومسعودة لعبد الحق سرحان .
ـ “عبد الحق سرحان كتابة الالتزام” وهو عنوان لكتاب جماعي صدر عام 2006 في جامعة باريس 13 تحت إدارة الأستاذ خالد زركي تعرّضوا فيه إلى جلّ جوانب شخصية الأديب المغربي .
وفي توطئته هاته الجملة للأديب العالمي Günter Grass المتحصل على جائزة نوبل والتي يؤكد فيها :” إنّ القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الالتزام الأدبي في عديد البلدان وخاصّة في المغرب العربي”.
كما تنقل الباحثة Mathilde Meravain : ما صرح به سرحان نفسه عام 1992 في مدينة Strasbourg من أنه يكتب لكي لا يصبح مجنونا كما أن الباحثة Annie Duvercnas  في تحليلها لكتاب مسعودة تقول: ” إنّ سرحان يخيّر الكتابة لا في الحب بل حول مأساة بني جلدته هذا هو الأدب الحقيقي “.
فـHugo وبلزاك لم يبلغا الشأن الذي بلغاه إلا بفضل كتابتهم عن المأساة الإنسانية.
سرحان اختار كتابة المواجهة والإفصاح عن الحقائق وتعريتها.
اختار سرحان الالتصاق أكثر ما يكون الالتصاق بمشاكل الناس بكلامهم وبأحلامهم المشروعة.
في مجلة Arabies جوان 1987 تقول جوسلين لعابي: “هذا الروائي الذي بواسطته تحدث الفضيحة لأنه يعرّي العلاقات بين الرجل والمرأة ويفضح مصير الأطفال.
وتقول في شأنه مختزلة: ” إنما الكتابة هي كتابة فضح وإفشاء Ecrire c’est trahir
أجرى معه الشاعر منصور مهني حوارا نشر بجريدة Le temps بتاريخ 27 أفريل 1980 تحت عنوان ” السياسيون يمرّون وتبقى الآداب” وهي لعمري على وزن ما يتبقى يؤسّسه الشعراء.

أبناء الأنهج الضيقة:

تستفحل أمراض البلد بعد الاستقلال ويتفارق الصديقان بطلا الرواية الأول يهاجر إلى فرنسا والثاني يقبع مع أمه المطلقة، لما يعود الأول إلى مدينته يلاحظ  أن كل شيء  باق كما كان عليه إنها المرآة لمجتمع أضاع كرامته وانقلبت فيه القيم.
إنها حكاية صداقة تتجاوز الخطأ وربما الخط الضيق.
مسعودة:
هي بنت من بنات الهوى وهي شخصية اسطورية حولها إجماع للرغبات لكل من يتقرب منها.
ادريس يطلق زوجته وينطلق في مغامرة اللذة ويكتشف الابن الذي هو الراوي أن أباه كان متعاملا مع المستعمر وخاصة بمناسبة الأحداث الدامية التي عاشها المغرب وتبرز البشاعة من خلال هذا السرد وتبرز أحلام الفتى المغاربي وتبرز قصة شعب منسي في ضل تاريخ صامت.

صانع الأحلام:

أيها الكاتب أنت تعدّ من الرّحل مسافر يبحث عن المراعي ونقط الماء مسافر بين الحركات والإشارات بوهيمي الكلمة ابتسامته من طين ذاكرته محشوة بالأصداء.
أنت ورقة بيضاء يسوّدها حبر عروقك
أنت الكتاب الذي يمحو النسيان
أنت الإعصار الذي يحمل الذكرى المتفجرة لحكاية بدون وجه
مداك ليس له حدّ
حياتك أيضا ليس لها حدّ
سوف تحيا ألف عام
الكلمة سوف تتعهد بحمل اسمك عبر القرون من وراء الحدود الحقيقية أو الوهمية.
الطبيعة والحقيقة هما السيدتان لوحدهما أيها الكاتب.

أنت حرفيّ

أنت حرفيّ تماما مثل الذي يتعامل مع الخشب أو الحديد، أنت تتعامل مع الكلمات، أنت مثل واضع الجليز أو القطع المرمرية الصغيرة تتزاوج بين الألوان وتشرك الأشكال لكي تثبت جزءا من حياة أو قطعة من شمس أو ضحكة طفل.
هكذا أنت تمشي فوق ورقة عذراء كلماتك مثل القطع الصغيرة للجليز تنظمها في أشكال في ألوان فتبزغ الأحلام فتتدفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى